اكتشف مجموعة من العلماء داخل جامعة سينسيناتي بأمريكا وجود مياة ملوثة بالزئبق والحالب في خزانات المياة بمدينة مايا القديمة، حيث أن تلك الماء لم تكن صالحة للشرب، ورصد الباحثون مستويات سامة من التلوث فى خزانين مركزيين فى تيكال بمدينة مايا القديمة، التى يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، فى شمال جواتيمالا.
واستطاعت الدراسة أن تكتشف أن موجات الجفاف قد ساهمت في تهجير عدد كبير من السكان والذين تخلو عن مدينتهم في النهاية وخلصت إلى أن “تحول الخزانات المركزية فى تيكال، من الأماكن التى تحافظ على الحياة إلى الأماكن المسببة للأمراض ساعد عمليًا ورمزيًا فى التخلى عن هذه المدينة الرائعة”.
جدير بالذكر أن تلك الدراسة قام بالاشراف عليها عدد كبير من العلماء مثل علماء الأنثروبولوجيا والجغرافيا وعلماء النبات وعلماء الأحياء والكيميائيين، ودرسوا طبقات الرواسب التى يعود تاريخها إلى القرن التاسع عندما كانت تيكال مدينة مزدهرة، وأخذ الباحثون عينات من الرواسب فى 10 خزانات داخل المدينة وأجروا تحليلاً على الحمض النووى القديم الموجود فى الطين الطبقى لـ4 منها.
ويذكر أن خزانات المياة كانت تحتوي على رواسب وكانت قريبة من معبد تيكال المركزي وقصري، وأظهرت تلك الرواسب على وجود طحالب بكتيرية سامة وزرقاء.
ومن جانبه أوضح استاذ العلوم البيولوجية بجامعة سينسيناتي “ديفيد لينتز وقال: إن استهلاك هذه المياه، خاصة خلال فترات الجفاف، كان سيجعل الناس يمرضون حتى لو تم غلى الماء، وذلك وفقًا لما نقله “العين الإخبارى”.
ويضيف: “وجدنا نوعين من الطحالب الخضراء التى تنتج مواد كيميائية سامة، والشيء السيئ فى هذه المواد هو أنها مقاومة للغليان، لقد جعلت الماء فى هذه الخزانات سامة للشرب”، ويشير الحديث عن “مايا القديمة” إلى تاريخ أحد أهم ثقافات أمريكا الوسطى فى زمن ما قبل كريستوفر كولومبوس، لأن لها إرثا علميا وفلكيا مشهودا ومهما على مستوى العالم، حيث أسهمت حضارتهم بالكثير من الميزات للحضارات الأخرى فى وسط أمريكا بسبب التفاعل الكبير ونشر الثقافة التى اتسمت بها المنطقة.