جعلت موجة الحرائق السابقة في دولة استراليا إلى إعادة التفكير في عدد من خيارات السكن، حيث قام عدد كبير من المهندسين المعماريين بإنشاء منازل عازلة للحراق، هذا وقد قام المهندس المعماري إيان وير بصنع نماذج أولية لمنازل أطلق عليها اسم “كاميرا بوتانيكا”.
جدير بالذكر أن التصميم الجديد يتضمن ثلاث طوابق لمنزل واحد وتلك الطوابق دفاعية أي عبارة عن طبقة خارجية من الحديد المطلي المغلف والذي بلغت سماكته ملليمترين فقط من المواد شبه العاكسة تغطي نسيجاً مقاوماً للنيران تقع فوق طبقة عازلة من الصوف العضوي غير القابل للاحتراق. وتحمي الطبقات الثلاث الإطار الخشبي المؤلف من أخشاب “جره” و”واندو” المقاومة طبيعياً للنيران.
وفي سياق متصل فإن هذا النموذج يشبه الفرن الصغير والأهداف من وراء بنائه يمكن في أن المالك يريد أن يقفل بابه ويطمئن عند عودته لمنزله بأنه كما هو وليس كوماً من الرماد، وشرح وير العملية بالقول: “تفتح قرابة 50 بالمئة من مساحة سطح الحائط على المشاهد الخارجية، لكنها تقفل لتخلق درعاً محاطاً بالكامل بوجه الجمر، والحرارة الحارقة وألسنة النيران وليس الهدف منها حماية القاطنين بداخلها الذين يمكن أن يقفلوا الباب ويرحلوا.
وعلى صعيد آخر فإن المواد الخاصة بالبناء التي تم الاستعانة بها في بناء منازل مقاومة للحرائق فهي عبارة عن ليف الخرسانات بالمادة السحرية التي تعتبر غير قابلة للاشتعال من جهة، وصديقة للبيئة، وهي مصنوعة من الأسمنت الصناعي وممزوجة بمادة لاصقة ومياه وتجف لدى وضعها داخل إطار خشبي لتشكل حاجزاً فعّالاً بوجه النيران.
ويعتبر ليف أنه لا بد من إعادة التفكير في مفهوم العمارة في أستراليا التي يرى أنها خلقت “مساكن مسلّعة ومنتظمة” منسلخة عن الأرض والظروف الطبيعية. ويضيف قائلاً: “لطالما كان الأمر متعلقاً بأبنية هي الأضخم والأبخس ثمناً، ولن ينتهي الأمر بنا في ظل هذا السلوك والتصرف بمنازل وأحياء جميلة”.